الجمعة، 7 أكتوبر 2011

أوتار الماضى(2)By \ Casper & Carmen & Heba

4- لقاء الماضى :



فى احدى المقاعد الهادئة على حمام السباحة يجلس ( حازم ) شارد النظرات وغاص فى افكاره حتى النخاع .. دقائق واطلق زفرة حارة من اعماقه لا تعبر عن شئ محدد...


ثم لمح ذلك الطفل الذى يسير فى ارجاء النادى وحده فاقترب منه فى بطئ وساله بهدوء: ما اسمك ؟

اجاب الطفل فى براءة : يوسف .. وانت ؟

ابتسم حازم لردة فعل الطفل وقال : حازم .

ثم عاد يتسال فى فضول غير مصطنع :لماذا تسير وحدك هكذا اين والداك؟

اجاب الطفل فى حيرة : لست ادرى لقد اعجبتنى احدى الالعاب فى ذلك المحل فذهبت لاراها وبعدها لم اجد امى .

صمت قليلا ثم اضاف فى حزن : يبدو انى ضائع كتلك الفتاة فى القصة التى روتها لى امى .

حاول حازم ان يسترسل فى الحديث معه عن والدته حتى يتمكن من الحصول على معلومات عن والدها فقال: وما اسم والدتك ؟

اجاب الطفل :ياسمين .

ابتسم حازم ابتسامة باهتة فذلك الاسم اعاد له ذكرى حبه الاول الذى لم يفارق قلبه بعده ولكنه استدرك الموقف فى سرعة قائلا : ووالدك ؟

اجاب : خالد .

قدر حازم حيرة الولد وتوتره فاراد ان يخفف من حدة الموقف فقال بابتسامة كبيرة : مارايك ان نذهب لهذا المحل ونبتاع اللعبة التى اعجبتك ؟

تقافز الطفل فى مرح قائلا :

نعم .. نعم . ..هيا بنا .

كان حازم على خبرة كبيرة بالتعامل مع الاطفال نظرا لعمله كطبيب للاطفال فحاول ان يكسب ثقة الطفل وقد لمس فيه الذكاء برغم صغر سنه ..

فترك الولد يدور فى اروقة المحل وكلما اعجبته لعبة سرعان ما يتركها حينما تعجبه الاخرى ثم قال له فى براءة : كم لعبة يمكننى ان احصل عليها؟

ضحك حازم ضحكة قصيرة ثم قال : كل ماتريده يايوسف فقط اشر باصبعك.

ابتسم الولد وقال : اذا هل يمكننا ان نذهب للمحل المقابل .

ابتسم حازم فى حنان وقال : بالطبع .

امسك يده الصغيره وسارا معا ليذهبا للمحل الذى اشار عليه الطفل ....

***

5- تائه فى عينيكِ:





فى هذا الاثناء كانت تعدو ياسمين كالمجنونة تبحث عنه هنا وهناك الى ان لمحته يخرج من المحل بصحبة هذا الشاب فراحت تعدو بكل سرعتها وقد اغرورقت عينها بالدموع مختلطة بضحكات الفرح وفوجئ حازم بتلك السيدة تختطف الطفل من يده ولكن سرعان ماتبدلت الدهشة بمشاعر مختلطة بداخله على نحو عجيب لترتسم تلك الابتسامة الهادئة على شفتيه من جديد وتخفى خلفها انفعالات شتى ..

لم ينطق حازم بكلمة واحدة واكتفى بابتسامته المعتادة وتركها تحتضن الطفل وتقبله وتحمله بين يديها لعدة دقائق ثم قالت : اسفة بشدة نسيت ان اشكرك لكنى كدت اموت هلعا عليه .

لم تفارق الابتسامة شفتيه وهو ينظر اليها وهى لازالت لم ترفع وجهها اليه بعد ثم قال فى لهجة مختلفة نوعا ما : لا عليك .

مرت لحظات قليلة من الصمت ظلت خلالها ياسمين تحتضن طفلها وهى لا تكاد تصدق انه عثرت عليه.

قطع حازم هذا الصمت قائلا: لقد عثرت عليه يتجول وحيدا فحاولت اعرف منه معلومات عن والداه ولكنى لم استطع حتى الان ... حمدلله على سلامته .

بدا لها صوته مألوفا نوعا ما فرفعت وجهها لترى هذا المنقذ لاول مرة منذ ان جاءت ولم يخيب ظنها فكانت بالفعل تعرف هذا الشخص ... تعرفه منذ اكثر من 5 اعوام مضت ....




***


6- أطياف الماضى :




خرجت ياسمين من منزلها صباحا فى طريقها للجامعة كانت فى الماضى تمل من ذهابها يوميا لكليتها منذ سنوات حيث اهلها مجموعها العالى جدا لالتحاقها بكلية الطب ولكن منذ عدة سنوات لم تعد تمل الكلية بل احبتها كثيرا واصبحت تتمنى الا تذهب لبيتها مطلقا .. احبتها لانها قابلت بها حب عمرها !!

كان هذا منذ 3 سنوات بالتحديد حينما قابلته لمرتها الاولى فى متحف التشريح بكليتها .. لم تعلم كيف لم تقابله من قبل وهو يرتاد نفس الكلية ونفس السنة ربما هو الترتيب الابجدى الذى ابعد اسمها عن اسمه وجعلهم لا يتقابلون الا بالمصادفات . لكن هذا لم يمنعها من ان تتبعه وتتبع اخباره خفية ..

ظلت مشاعرها طوال تلك السنوات حبسية خجلها وتلك التقاليد التى تحكم مجتمعنا تقيدها ولم تستطع ابدا البوح بمكنون قلبها ...


احيانا تتخيل انه يبادلها ذات المشاعر من نظراته الصامتة التى كانت ترى بها بعض الاهتمام .. ولكن ذات يوم غلبتها جرأة عجيبة وان شئت الدقة غلبتها فكرة مجنونة جعلتها تذهب وتفتعل اى شئ لتجد سببا لتحادثه وكانت هذه المرة الوحيدة التى تحدث اليه عن قرب ....

ولكن باءت المحاولة بالفشل ليس لانها لم تستطع محادثته لكن لان اسلوبه صدمها فقد كانت يعاملها كاى فتاة اخرى فهو متحفظ جدا فى تعامله مع الفتيات عموما ومن يومها ولم تحاول ابدا ان تتحدث اليه بل كانت تخفى نظراتها اكثر واكثر وتخفى مشاعرها عن نفسها قبله ..

ومرت ايام وايام وتزوجت ياسمين بذات الاسلوب التقليدى الذى اتبعونه قديما وبالرغم من انها لم تكن تحب زوجها قبل الزواج ولكنها ظلت طوال سنوات زواجها كأخلص الزوجات واحنهن , صحيح انها لن تستطع انكار ان العشرة بينها وبين زوجها ولدت نوع من الترابط والحب , خصوصا لأن زوجها لم يكن ليدخر جهدا في اسعادها او اسعاد طفلها او تلبية رغباتهم ...

وما كان منها الا ان بادلته حبه واهتمامه باخلاص ووفاء واهتمامه مثله ...

***

7- وانا ايضا أحبك !


وقف حازم وسط زملائه فى احدى الاركان فى الكلية يتناقشون فى معلومة قد ذكرها الدكتور فى المحاضرة التى غادروها لتوهم لكنه لم يكن معهم على الاطلاق كان غارقا فى فكرة اخرى ... فى موقف اخر ... فى فتاة !!!

اجمل فتيات الجامعة وارقهن طوال 3 سنوات فى لم تلفت انتباهه اية فتاة اخرى ولم تثير اهتمامه قط الى ان راها !!!

ربما ما لفت نظره اليها تلك النظرات الخجلة التى تجمع بين البراءة والنضج ..

وبالرغم من ان هذه المشاعر ظلت تتعاظم فى قلبه طوال 3 سنوات اخرى الا انه كان يدرك حاله جيدا .. فاسرته متوسطة الحال لن يستطع والده مساعدته فى بناء حياة وزوجة وابناء وهو لم يكن ليقبل ذلك على الاطلاق وامامه سنوات وسنوات حتى يستطع الزواج ...

وايضا كان يراعى الله سبحانه وتعالى فى كل تصرف ويعلم جيدا معنى التلاعب بمشاعر فتاة وعدم تحمل المسؤولية..

فكان كلما شعر تلك المشاعر المتقلبة نحوها كان يعود ليوبخ نفسه ... حتى حينما جاءت الفرصه ليتحدث اليها .. وكم تمنى هذا !!

وجد نفسه يحادثها بخشونة ولم يستطع تفسير هذا التصرف .. ربما انه احس بشئ من جانبها ولم يريد ان تتطور العلاقة بينهم لانه لن يستطع فعل شئ الان ..

وربما ان طبيعته الشرقية غلبته واستنكر ان تاتى هى لتحادثه اولا ...

ومن يومها بدأ يتوارى بعيدا عن اعينها فلم يحتمل انه قد جرح كرامته يوما ووجد فى هذا فرة للنسيان ولكنه كان مخطئا .



***

8- بين القلب والعقل :




حاولت ان تنزع نفسها من توترها وخجلها فرفعت الطفل بين يديها قائلة : يوسف .. الق التحية علي عمو حازم .. لقد كان زميلي في الكلية .

ابتسم الطفل في براءة قائلا : اهلا بك يا عمو ... ألن نبتاع اللعبة التي وعدتني بها ؟

سارعت ياسمين في خجل قائلة : يوسف ... ماذا تقول ؟

ابتسم حازم في حنان قائلا : لا عليك فقد وعدته .

قبل ان ينطقا بعبارة اخري تدخل زوجها في الحوار بحدة حاول ان يخفيها امام حازم وهو يحدج زوجته بنظرات نارية قائلا : يوسف اين كنت؟

اجابه في حزن هادئ : لقد كنت ضائعا وقابلت عمو حازم ووعدني ان يبتاع لي لعبة .

قال خالد موجها كلامه لحازم : اشكرك كثيرا علي مافعلت .

اجابه في هدوء : لا عليك هذا واجبي .

تدخلت ياسمين في الحوار بتوتر قائلة مقدمة زوجها لحازم : خالد ... والد الطفل .

قال يوسف في براءته المعتادة مقدما حازم لوالده فحاز خزو امه بشكل مسرحي قائلا : عمو حازم .. كان زميل ماما في الكلية.


صمت قليلا ثم قال : انت معرفة قديمة اذا .. تشرفت بمعرفتك كثيرا دكتور حازم .

شعر حازم بالحرج وأحس انهم بحاجة للحديث قليلا ...

فانحني بهدوء قائلا للطفل : ما رأيك ان نذهب لمحل الالعاب ونترك والداك قليل؟

تقافز في مرح قائلا : نعم .. نعم .. هيا بنا .

ترك يد والده في سرعة وراح يعدو بجانب حازم عابرا الطريق حيث محل الالعاب حتي تقدم عنه ببضع خطوات ..

انتبهت ياسمين فجأة لتلك السيارة المسرعة التي يقودها شاب مستهتر قاصدا الجراج وبدا انه في حالة غير طبيعة ولم ينتبه لان هذا الطريق في غير مخصص للسيارات فشهقت شهقة مكتومة اعقبها ارتطام قوي واشتعل الموقف
...

,
,
,

يتبع /~

هناك 9 تعليقات:

  1. يسـلم إيديكم بجد ،
    روعة الأسلوب والسرد ..

    في انتظار البقية بكل شغف ،
    دمتم مبدعين كعادتكم ..

    ردحذف
  2. قصه فى قمه الروعه بجد
    احيكى على اختيارك واسلوبك المبدع
    فى انتظار الباقى بكل شغف
    تحيــــــــ yara ـاتى

    ردحذف
  3. مبسوطة بجد بالعمل ده جدا وانه حاز علي اعجاب الجميع وباذن الله نكرر التجربة دي قريب

    ردحذف
  4. طيب لي الكت دا :(

    بسم الله ما شاء الله العمل رائع بكل ما للكلمة من معنى فوفقكم الله . . و اتحادكم جميل كانكم شخص واد يفكر و يكتب :)

    ردحذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. لن أخجل أن أقول أنني استفدت كثيرا من التعاون معكم :)
    بالتوفيق وان شاء الله تتكرر التجربة مرة أخرى

    Casper

    ردحذف
  7. عجبتني جدا بجد القصة و انا لسة معلقة عليها فى مدونة الاخت كارمن بجد حاجة جميلة اوى عملتوها مع بعض ..يمكن الفكرة متداولة و لكن تناولها و الابداع فى الصياغة جميل جدا

    تحياتي ليكم و متابعة دايما معكم


    http://emy-lunar.blogspot.com/

    ردحذف
  8. بصراحه .. ابداع وتناسق في فن الكتابه..
    تحياتي العطره لك ولفنك..

    ردحذف
  9. مدونة الأمل يقول...

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اخواني أخواتي لي الشرف أن أتقدم الى سيادتكم بزيارة المدونة و المشاركة في الموضوع الجديد الي خصصته لامبراطور التكنولوجيو و الأب الروحي لأبل

    في انتضار زيارتكم تقبلو مني فائق الاحترام و التقدير

    ردحذف