ولكن خاننى إتجاه الرياح فلم تصل !
فلا أدرى الخطأ فى الوسيلة أم أنها محض أقدار
***
هبة ,,
8- لأجلك :
كان حازم اقرب الحاضرين للطفل فاسرع دون تفكير او تردد ودفع الطفل دفعة ليست بالقوية ابعدته عن مسار السيارة..
لكنه قد أختل توازنه ولم تسعفه الثواني الباقية ان يبتعد هو ايضا فصدمته السيارة بضربة قوية اطاحت به عدة مترات !
***
9- لحظات الخطر :
خوف وترقب يحيطان بالمكان , هالة من الصمت سادت أرجاء قاعة الانتظار المجاورة لغرفة العمليات ... الطفل الصغير وقف مذهولاً مندهشا من الاحداث المحيطة به ... أما الزوج فتنتابه حالة من القلق والحيرة معاً ...
أما ياسمين فلم تستطع منع عبراتها من التساقط على وجنتيها حتى بللتها إلى أن لمح زوجها هذه العبرات ولكنه أظهر غير ذلك ..
الثواني تمر وكأنها ساعات والساعات تمر وكأنها سنين طويلة والقلق والخوف صارا الشيء المشترك بين الحاضرين جميعا ...
أما أهل حازم فيا لهول مصيبتهم وشدة كربهم ..
فمنذ أن دخل حازم غرفة العمليات اتصلت بهم ياسمين على الفور وقد سمحت لنفسها ان تأخذ الرقم من هاتفه المحمول !
مرت أكثر من ثلاث ساعات ومازال الاطباء بداخل غرفة العمليات إلى أن خرجت طبيبة صغيرة السن من الواضح أنها مساعد الجراح الذي يقوم بالعملية تتحدث إلى الحاضرين
قائلة : ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﺩﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺩﻣﻪ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨوع (0 ﺳﺎﻟﺐ) !
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺃﻫﻞ ﺣﺎﺯﻡ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻓﺼﻴﻠﺘﻪ ﻳﻬﺮﻭﻟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻋﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻓﺈﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﺎﺯﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ..
ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻭﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺭﻓﻴﻘﺔ ﻋﻤﺮﻩ ...
ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ :
- ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺧﺎﻟﺪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺮﻉ ﺑﺪﻣﻪ ﻧﻈﺮﺍ ﻻﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ...
ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻛﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺃﺫﻧﺎﻫﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺻﺪﻯ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ...
ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﻫﺪﺃﻫﺎ ﻣﺮﺍﻓﻘة ﻭﺃﻫﻞ ﺣﺎﺯﻡ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻲ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷُﻔﻲ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻹﻓﺎﻗﺔ ﻇﻞ ﻳﺮﻭﺍﺽ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻀﺮﺑﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ !؟
ﻳﺎ ﻟﻬﻮﻝ ﻣﺼﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭﺷﺪﺓ ﻛﺮﺑﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺣﺎﺩﺛﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺨﻠﻊ ﻓﺆﺍﺩ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﻭﺍﻵﻥ ﻣﺮﺽ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻊ ﻓﺆﺍﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻫﺎ ..
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ حازم ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺔ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺮﺣﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﻓﺮﺡ ﺃﻫﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺳﺎﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻬا ﺑﺎﺻﺎﺑﺔ ﺯﻭﺝ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻤﺌﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻫﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺗﻔﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﻭﺍﻻﺷﻌﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻼﺟﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ .
***
10- الوداع
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﺘﺤﻀﺮ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻓﻠﻢ ﺗﻠﻤﺤﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ
ﻋﺸﺖ ﻣﻌﻚِ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺮﺕ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻷﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻤﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ،
ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻚِ ، ﻭﺍﺑﺘﻤﺴﺖ ﻟﻴﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﺑﺘﺴﻤﺘﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ .
ﻣﺎ ﺗﺨﻴﻠﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻚِ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﺭﺿﻰ ﻟﻚِ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺸﻲ ﻣﻊ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺇﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺪ ﺳﺄﺭﺣﻞ ﺑﻌﻴﺪﺍ ...
ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻚِ ﺑﻌﺸﻘﻨﺎ ﻻ ﺗﺒﺤﺜﻲ ﻋﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻻ ﻻ ﺭﺟﻌﺔ
ﺃﺑﻠﻐﻲ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﻗﻂ ﻟﻜﻢ ﺃﺣﺒﻜﻤﺎ ﻭﺳﺄﻇﻞ ﺃﺣﺒﻜﻤﺎ ﻟﻸﺑﺪ ﻟﻚِ ﻣﻨﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻦ ﺃﺧﺘﻢ ﺏ " ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﺁﺧﺮ " ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ
ﺧﺎﻟﺪ .
ﺑﻠﻠﺖ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏَ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉُ ﻭﻇﻠﺖ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ اﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﺎ ﻭﻳﺴﺄﻟﻬﺎ : ﺃﻳﻦ ﺑﺎﺑﺎ !؟
ﺻﻤﺘﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺣﻤﺪﺍً ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻚ
- ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻠﻤﻚ ﻳﺎ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ ﺳﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻓﻲ ألم :
- ﻭﺃﻳﻦ ﺧﺎﻟﺪ !؟ ﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﻋﻨﻲ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻳﺒﻠﻐﻨﻲ ﺃﻻ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ.
ﺻﻤﺖ ﺣﺎﺯﻡ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﻗﺎﺋﻼ:
- ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ ﻳﺎ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻙ
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺳﻰ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻴﺐ ﺣﺎﺯﻡ
- ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺻﺎﺭ ﺩﺭﺑﻲ ﻭﺭﻓﻴﻘﻲ .. ﺳﺄﻋﻴﺶ ﺃﻧﺎ ﻭﻭﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺟﺴﺪﻱ ﻳﻄﻴﻖ ﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ
,
,
,
ﺗﻤﺖ بحمد الله /~
***
1-دفء الحنان
دقات الساعة الحادية عشر صباحا ؛ إنتهت من تحضير الإفطار وزوجها فى حجرة النوم يرتدى ملابسه إيزانا منه للخروج إلى عمله ،
تذهب مسرعة كعادتها لتساعده فى رابطة عنقه ، ليضع على جبينها قبلته الحانية .
يتوجهان لغرفة الطعام آنذاك فإذ بالباب يطرق !
همت لتفتح هى فما هو سوى حارس المنزل ، يحضر لها بعضا من الخضار ومستلزمات المطبخ ، ولكن صراخ طفلها حال دون ذلك .
يذهب زوجها ليرى من الطارق ، وذهبت هى الأخرى لترى طفلها .
حارس المنزل : كيف حالكم حضرة الضابط خالد ، هل دكتورة ياسمين هنا ؟؟
الزوج : نعم يا محمد , خيرا ان شاء الله ؟!
- هناك شخص قد أتى صباحا ، حاملا فى يديه هذا المظروف ، وأوصانى أن أوصله الى الدكتورة ياسمين ، وكان على عجلة من أمره.
.حسنا لا بأس يا محمد سأعطيه لها-
ـ أهناك شيئا أؤديه لحضرتك ؟
. لا بأس يمكنك الانصراف الآن -
يغلق الباب ولشدة انهماكه وتأخره على الميعاد ؛ إذ يعمل طياراً ولديه رحلته التى ستقوم تمام الواحدة ،
يضع المظروف على المنضدة متوجها إلى طاولة الطعام .
ـ ياسمين ؛ لما كل ذالك الصراخ ليوسف ؟
! ـ لا لشئ يا حبيبى أنت تعرف أنه يصرخ لأكن سريعة فى إجابته فحسب
يضحك الزوج لكلامها وتبتسم هى إثر ضحكته.
ـ هلا أحضرتيه كى يتناول طعامه برفقتنا
ـ أفضل أن لا أفعل , الحمد لله أنه صامت بلا صراخ الآن ، لتكمل إفطارك فى هدوء كى لا تتأخر على ميعاد الطائرة .
ـ حسنا حبيبتى ، ما كنت لأعرف ما سيحيل اليه حالى بدونك
، وكأنما أتيتِ لتملأى البيت حبا وسعادة ؛ فأنتِ ويوسف لى كل الحياة لا حرمنى الله منكما .
ـ لا حرمنى الله منك أنت ويوسف وأعادك الله إلينا سالما
تضع الملعقة فى الطعام وتضعها فى فاه تعد الزمن أربع سنوات مضت لم تتبدل فيها هيئتها ولا سلوكها مع زوجها ؛ كعادة الأزواج بعد السنة الأولى من الزواج !
ينهى الزوجان فطورهما .
ـ يا إلهى لقد نسيت أمر ذاك المظروف الذى أحضره محمد لكِ يبدو أنه دعوة لحضور حفل زفاف ،
لكِ أن تطلعى عليه حبيبتى وأنا سأنصرف الآن لعملى .
ـ حسنا سأرى ما به فور إنتهائى من الأعمال المنزليه ، ولكن إعتنى بنفسك
تهم لتودعه يضمها إليه بكل عطف وحنان ،
يفتح الباب لينصرف فتراقبه حتى يختفى من على درجات السلم ،
تذهب مسرعة للنافذة لتراقبه وهو يستقل سيارته الخاصة حتى يختفى عن انظارها ،
وهى بين ذلك وتلك تدعو الله أن يرده إليها سالما ، وأن يحفظه لها ولأهل بيته .
***
2- حنين الذكريات
بعدما إنتهت من عملها المنزلى ، خلدت للراحة مؤقتا ،
فإذ بها تتذكر أمر ذلك المظروف ، أسرعت متوجهة للمنضدة والتقطته لترى مكتوب بداخله دعوة لحضور حفل زفاف صديقتها هدير .
- تقل بصوت مسموع :هدير صديقتى القديمة ، مازلتِ تتذكرينى ، كم لإشتقت لكِ أيضا .
هى و الفرحة لم تسعها آنذاك ؛ تتذكر صديقاتها القديمات وكيف هم بعد أربع سنوات ، بعدما أبعدهما أمر التكليف فى مناطق مختلفة ! عن أحوالهم الشخصية ،
لكم إشتاقت لتلك السنوات من حياتها ، أيام الكليه وخاصة أن الزفاف بعد الغد .
تأهبت لذلك اللقاء الذى سيجمعهن وبدأت للتو تضع المرطبات على بشرتها لتعد إليها النضارة غير أنها لم تكن فى حاجة لذلك,
فلقد كانت بيضاء ذات وجنتين حمراوتين ووجه مستدير ؛ حسناء المظهر والمنظر .
نتظر لملابسها فوجدت رداءً أبيض ولكنها لم تلبسه سوى مرة أو مرتين ؛ غير أنها كانت تحبه لأنه هدية من زوجها إليها .
تتخيل نفسها بذاك الرداء وهى تهيم بخاطرها ليعيدها للواقع صراخ طفلها يوسف .
نهضت إليه مسرعة وهيأته للذهاب للحضانة فى الفترة المسائية ولتذهب هى الأخرى لعملها بعدما أنهت عملها المنزلى ، كانت الساعة قرابة الواحدة ظهراً .
الزوج بعدما أنهى عمله كالمعتاد كل يوم يمر على زوجته ليصطحبها من المشفى الذى تعمل به ، ومن ثم إبنه للعودة إلى المنزل محضراً شيئا للعشاء من الخارج
فلقد كان لطالما يلتمس لزوجته العذر فى عدم مقدرتها فى سرعة تجهيز العشاء لأنها طبيبة ،
لم يمانع أو يجد حرجاً بل كان يتقبل ذلك بكل حب مداعباً إيها قائلاً ينقصه أنه ليس من صنعك مولاتى ، لتبتسم إثر ذلك الكلام اللين كعادته معها .
بينما طفقا يخلدان فى النوم ؛ إذ بها تخبره عن ذلك المظروف .
ـ ليس لدى مانع حبيبتى ، سأرى مواعيد رحلتى غدا وإن لم تلائم سأحاول التنسيق مع زملائى .
ـ لا حرمنى الله منك حبيبى
مر اليوم التالى سريعا ؛ فلكم كانت تتوق شوقا لذلك اللقاء ، أخبرها زوجها أنه سيسطحبها ولكن بزيه الرسمى لأن رحلته ستقوم الواحدة صباحا لأنه تبادل الرحلات هو وصديق له .
فرحت الزوجة إثر ذلك وهمت لتجهز ملابس زوجها وملابس طفلها وملابسها هى الأخرى ، وبينما انتهت من زوجها وطفلها شرعا ينتظراها حتى تنتهى هى الأخرى .
إرتدت ذلك اللباس الأبيض فكانت فيه كالقمر بل أجمل وأحلى ؛ هالت زوجها وهمت لتحمل طفلها فأخبرها أنه من سيحمله حتى لا يؤثر على جمال الرداء .
***
3- ضياع
إستقل الجمع السيارة ذهابا إلى مكان الحفل فى إحدى الأندية الراقيه .
تتطأ قدمها وكاد ليظن الجميع أنها العروس لولا أن زوجها بجانبها حاملا الطفل .
لم تجعل أحداً من الحضور إلا ونظر إليها وهى تحمر وجنتيها خجلا ، وزوجها يتمنى أن لو يضع ستاراً ليخبئ به جوهرته تلك عن أعين الجميع .
ـ أكنتِ ارتديتِ شيئا آخر يا سمين ، لا أطيق تلك النظرات من أعين الجميع
ـ أنا أسفة يا حبيبى لم أرتديه سوى لأظهر جميلة بجانبك كنت أخبرتنى ونحن فى المنزل ، لأستبدله على الفور ولكنى حقا آسفة أنك تضايقت من ذلك .
ـ انت الأفضل فى عينى دوما حبيبتى ولكن انتِ تعرفى كم أحبكـ
مالم يشرعوا بالجلوس إذ بصديقاتها القدامى يقبلن فهى لطالما تتأخر فى ميعاد الحضور .
ـ ياسمين حبيبتى كم إشتقنا لكِ ومن هذا الصغير الوسيم
ـ إنه إبنى يوسف وهذا زوجى خالد
ـ حضرة الضابط خالد
ويتنهدن ! فلقد كان زوجها وسيماً وبلباسه الرسمى يخلب نظر أى فتاه .
ـ ألن تذهبى لتحيي العروس لقد سألت عليكِ كثيرا
تصطحب طفلها وتذهب لتسلم على العروس ومن شدة الزحام وإرتباكها أمام صديقاتها جرى منها ذلك الطفل الشقى ولم تشعر إلا بعدما سلمت على العروس لتكتشف أن طفلها فُقد ووقع عليها ذلك وقع الصاعقة .
راحت تلتفت هنا وهناك كالمجنونة ولا تدرى ماذا تفعل وهى فى قمة الخوف عليه وايضا من زوجها .. فلاول مرة فى حياتها تقصر فى رعاية طفلها..
ومن بعيد لمحها زوجها والطفل ليس معها فذهب اليها فى خطوات اقرب للعدو والغضب يعصف بكيانه ونظراته تتسال عن الطفل
قالت فى خوف : لقد كان هنا منذ لحظات اقسم انى لم اتركه الا ثانية واحدة لانى لم استطع الصعود به .
راحا معا يقلبا المكان راسا على عقب للبحث عن الطفل دون كلمة زائدة
,
,
,
يتبع /~
***
عمل مشترك بينى و \
* Casper
صاحب مدونة
Carmen *
ومدونتها