الأحد، 6 فبراير 2011

أطلال كلمات .. قصة قصيرة


كانت تجلس فى شرفة حجرتها ..
تائهة ..
لا تدرى ما حل بها ؟!
وإلى متى ستستمر فى ذلك ؟!
تنظر للحياة بعين مظلمة ..
فاقدة الأمل ..
سائمة ذلك التردد الذى ضاقت به ذرعا ..
فلم تعد قادرة على إتخاذ قرار حاسم ..

هى تدرك ان رضا الناس غاية لا تنال ..
ولكنها دائما ما تستمد فرحتها بسعادة من حولها !!

حالها صار حزن وتيه وألم ..
وبينما هى جالسة مستغرقة فى خواطرها لم تدرى إلا وقطرات المطر تتساقط على يدها
همت لتدخل ..
ولكنها فجأة رفعت رأسها وجعلت قطرات المطر تروى ذاك الوجه الشاحب ..
لعل الاشراق يعد له يوما ..
وجدت نفسها تلتقط ورقة وأقرب قلم صادفها كان قلم ألوان ..
أحست برغبتها فى تفجير خواطرها بكلمات لعلها تهدأ !!
أو تحاول أن تجد مبررا لذلك التردد الذى لم تقدر تبرره للآخرين والذى ايضا لو وضعت نفسها مكانهم ما كان ليرضيها ..
وإن كان جوابهم صمتا ..
فلهو اشد ايلاما على النفس من الكلام ..
فهناك ردود أفعال لا تحتوى على أفعال أقسى من تلك التى تحتوى على فعل حقيقى ,,

نظمتها شعرا ولكم كانت تنساب الكلمات على الورقة ..
كما تنساب قطرات المطر من السماء
لم يدرك عقلها حينها وكأن الكلمات تدفقت من القلب حتى شارفت على النهاية أو انتهت ..
فإذ بشبح التردد يداهمها ..
ما سيكون مصير تلك الأسطر يا ترى ؟!!
لا تمتلكى الشجاعة لنشرها فلما كتبتيها ..
وإذا نشرتيها فلما بعدها تحسى بالذنب !!

وبينما هى فى ترددها ..
لم تدرى أن قطرات المطر تهطل على الورقة!!
وساعد حبر القلم الآلون على ذوبان الكلمات فى الورقة ..
فلم تترك قطرات المطر لها خيار!!
تنظر للورقة وهى ترثى الكلمات بدموع محت ما تبقى من أطلال الكلمات ..
وصارت كلمات كلمات محها المطر والدمع !!

***
تمت بحمد الله ..
ارائكم تهمنى جدا لانى مبتدأة فى القصة القصيرة :)
والسلام ختام ..

هناك 12 تعليقًا:

  1. بداية القصة أعجبتنى واحب دائما أن أنظر للجانب النفسى لبطلة القصة وخرجت من ذلك بعدة نقاط:
    البطلة فى وضع تأمل حيث تتباطئ اللحظات ويبدأ العقل فى مراجعة الاحداث.
    وما أسوأ أن يواجه الشخص نفسه بأخطائها ويحاسبها.

    الصراع ما بين اليأس والأمل حسمه المطر فى النهاية.
    وإن كانت نهاية حزين للورقة إلا أنها نهاية سعيدة للبطلة التى وإن دمر المطر كلماتها فلم يدمر إرادتها،وما أن ينفذ شعاع الأمل فما من مقطتع لسبيله.

    نهاية مزدوجة ولذلك مبتكرة فى نظرى.

    القصة فى المجمل ذات أسلوب تحليلى وتفصيل للأسباب وهو وإن كان فى نظرى يترك للقارئ لاستنتاجه إلا إنه مناسب فى هذا القصة لطابعها التاملى.

    قصة رائعة وهى عمل يضاف لسائر أعمالك الهادفة.

    تحياتى دكتورة ولا حرمنى الله من إبداعك.

    مع كل الحب "جوزة الهند"

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    قصة جميلة ووصف عميق
    تسلم ايدك يادكتورة ودايما في تقدم باذن الله
    تحياتي لك

    ردحذف
  3. تعبيراتك يا دكتورة فاقت كل نعبير فاحدى عباراتك (تنظر الى الورقة وهى ترثى الكلمات ) ............ هذا يذكرنى بالحكمة القائلة ان النكبات والمصائب لا تاتى فرادا بل تاتى زرافا وجماعا , فالصفحة لم تسلم من قطرات المطرفقط بل تضافرت قطرات الدمع معها وكانهم على موعد لمحوها ولكن صاحبة الكلمات لم ولن تمحى

    ردحذف
  4. السلام عليكم ،

    سلمت يمناكِ يا دكتور ،
    قصة تفيض عذوبة ،

    وفي تقدم مستمر بإذن الله ،
    دمتِ بكل خير ..

    ردحذف
  5. تنظر الى الورقة و هي ترثي الكلمات.. ليتني كتبتها ، لن انسى هذا التعبير ما حييت
    كما و لا اريد ان انسى مدونتك فهي تزيدني
    ساعاود المرور ان شاء الله


    تحياتي
    موديل

    ردحذف
  6. دعاء صابر
    -------------

    رأيك من الاراء اللى بنتظرها دائما يا دعاء
    وجزاكِ الله خيرا
    وحقيقى انا بتعلم من كل قلم أقرأ له وبتأثر كمان بيه
    وقلمك حرى ان أتعلم منه
    بارك الله فيكِ

    ردحذف
  7. كارمن
    --------

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    تواجدك الاجمل حبيبتى
    بارك الله فيكى على كلماتك المشجعة

    ردحذف
  8. أستاذ فاروق فهمى
    ------------------

    جزاكم الله خيرا على الكلام المشجع ومروركم الطيب
    وحقيقة هذا اكبر من قلمى بكثير
    بارك الله فى حضرتك

    ردحذف
  9. زهرة نيسان
    --------------
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكِ الله خيرا على هذا الاطراء الرقيق
    وبارك الله فيك ..
    ودمتى ايضا بكل خير

    ردحذف
  10. موديل
    --------

    سعيدة بتواجدكم للمرة الاولى
    ورارئكم ومروركم الطيب
    وانرتم المدونة فى اى وقت
    جزيتم خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. ممكن تكتبينلي قصة عن حقوق الطفل

      حذف
    2. أرجوك أبا ضرري

      حذف